تطور البلاستيك واستخداماته في صناعة السيارات المتطورة
التغيير يبدأ الآن: ريادة الابتكار البلاستيكي في مستقبل صناعة المركبات
يشهد قطاع صناعة السيارات تحولاً يعزز نهج الاستدامة في المستقبل؛ وبناءً على ذلك، تتطور الخامات المستخدمة لتوائم هذا التوجه في تصميم السيارات.
خلال هذه المسيرة، يؤدي البلاستيك دورًا لا غنى عنه إلى جانب المواد الخفيفة الأخرى مثل الألومنيوم، حيث يتكاملان معًا للتخفيف من وزن السيارة، وتعزيز عاملي الأمان والكفاءة.
كما لا يُعد البلاستيك العامل الوحيد في تقليص وزن السيارة، لأن خواصه المرنة تتكامل بسلاسة مع الخامات الأخرى، ما يساهم في تنفيذ تصميمات أخف وزنًا، وتحسين الأداء العام للسيارة.
وفي البداية، كان البلاستيك يقتصر على التصميمات الداخلية للسيارة، لكن اليوم يُستخدم في الأجزاء الخارجية مثل الأبواب، والأجنحة، وأغطية المحرك، والمصدات.
لقد أصبح البلاستيك خامة أساسية في تصميم السيارات، فعلى سبيل المثال بلاستيك "بولي بروبيلين"، الذي يُستخدم عادة في قناني البلاستيك. بصفته بوليمرًا حراريًا، يمكن تشكيله بسهولة، ما يتيح للمُصنّعين مرونة أكبر وقابلية للتكيف في عملية التصميم.
رغم أن البلاستيك يُشكّل أكثر من 50% من هيكل السيارة، إلا أنه لا يُمثّل سوى حوالي 10% من الوزن الإجمالي للسيارة. [1]
يؤدي الوزن المنخفض للبلاستيك - بجانب المواد الخفيفة الأخرى - إلى تحسين كفاءة السيارة في استهلاك الوقود، سواء كانت تسير بالبنزين أو بالكهرباء، كما يُقلل من الانبعاثات الكربونية.
ولا شك أن التصميم المميز هو القلب النابض لصناعة السيارات، حيث تأتي السرعة تتويجًا لجهود هذا التصميم، فهي التي تعزز الأداء الرياضي للسيارة. ولكن تبقى الكفاءة هي مفتاح النجاح، إذ يمكن تعزيزها بمزيج من الخامات التي تجعل السيارة أسرع وأكثر كفاءة وأقل ضررًا على البيئة. وباختصار، الاقتصاد في الوقود والوزن يصنعان الفارق المنشود.
يُعد بطل السباقات العُماني، أحمد الحارثي من أبرز القادة في السباق نحو الكفاءة وتعزيز نهج الاستدامة، إذ أشار إلى هذا الأمر في حديثه قائلاً: "كل جرام من الوزن وكل قطرة من الوقود لها أهميتها. لقد أحدث مزيج البلاستيك والخامات الأخرى طفرة في عالم السباقات." [2]
وعلى سبيل المثال، تُصنّع أحزمة الأمان من ألياف البوليستر، وهي مزيج من القماش والبلاستيك الذي يُساعد في حماية الركاب أثناء الحوادث. كما تُستخدم المُركبات البلاستيكية في النوافذ والزجاج الأمامي للحماية من الكسر، ما يُمثل بدوره مزيدًا من الأمان.
كما تُستخدم حشوات الفوم المصنوعة من البلاستيك لتقوية الهياكل المجوفة مثل العتبات والقوائم، ما يُحسّن الأمان إن انقلبت السيارة. وعلى الرغم من ندرة الحوادث، إلا أنها تتسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا، ما يُبرز الدور المهم للبلاستيك في تأمين سلامة السيارات.
تعد هذه المزايا من الأمور الأساسية في ظل تحوّل صناعة السيارات نحو الحلول الأكثر ذكاءً واستدامة.
وعلى جانب آخر، يساهم البلاستيك والخامات الأخرى في تقليل الوزن بشكل كبير، حيث يُعد أمرًا أساسيًا في السيارات الكهربائية التي تسير لمسافات أطول بشحنة واحدة، ما يحسن كفاءة الطاقة والأداء.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد مكونات البلاستيك في تصنيع بطاريات أصغر حجمًا وأكثر كفاءة، ما يُقلل من تكاليف التصنيع واستهلاك الموارد، ويساهم في إنتاج سيارات صديقة للبيئة، وتدعم الهدف العالمي لتخفيض البصمة الكربونية.
لا تنتهي دورة حياة السيارة عندما تتوقف عن السير، فحينها يتم إعادة تدوير المعادن والبلاستيك المستخدمين في صناعتها.
يضمن هذا الأمر عدم هدر الموارد القيّمة، بحيث يمكن إعادة إدخالها في عملية الإنتاج، ما يساهم في الاقتصاد الدائري، ويُقلل من الأثر البيئي للسيارات التي انتهت صلاحيتها.
يُقدّم البلاستيك مرونة غير مسبوقة على صعيد التصميم، ما يتيح للمُصنعين تشكيل أجزاء السيارة لتلائم الأداء الديناميكي المطلوب، وهو الأمر الذي يُعزز من كفاءة استهلاك الوقود.
وبجانب التصميم، يتماشى نهج الابتكار في البلاستيك المعاد تدويره، والبوليمرات القابلة للتحلل الحيوي مع مبادئ الاقتصاد الدائري.
إضافة إلى ذلك، يجري حاليًا إعادة تدوير حوالي 19% فقط من البلاستيك المستخدم في صناعة السيارات، ولكن من المتوقع العمل على إنجاز نسبة 25% بحلول عام 2030 و30% بحلول عام 2035، ما يدفع جهود الاستدامة قدمًا.[3]
وفي الوقت الراهن، تُبذل الجهود في قطاع صناعة السيارات من أجل تقليل النفايات، والسعي نحو تحقيق أهداف الاستدامة، وذلك من خلال إعادة استخدام الخامات وإعادة تدويرها. كما يدعم التركيز على الخامات المعاد تدويرها الهدف الأسمى لصناعة السيارات فيما يخص تصنيع سيارات أكثر استدامة طوال دورة حياتها.
إن فكرة السباق لا تكمن فقط في الوصول إلى خط النهاية أولًا؛ بل في ضمان انطلاقنا جميعًا نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة وابتكارًا.
نؤمن في شركة "أوكيو" بفاعلية الاستهلاك الواعي والمسؤول للبلاستيك، فالمواد التي نستخدمها اليوم هي التي تصنع واقعنا في الغد، ويلعب البلاستيك دورًا محوريًا في هذه المسيرة.
من خلال الاستهلاك الواعي للبلاستيك، وإعادة تدويره بفعالية، وتبني الابتكارات المستدامة، يُمكننا المساهمة في تقليل الأثر البيئي وإنجاز التقدم الذي نسعى إليه.
وختاماً، نؤكد التزامنا بتعزيز نهج أكثر وعيًا في التعامل مع البلاستيك، وضمان عالم أفضل للأجيال المقبلة.